من وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم

[أبو الفضل المقطري]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت :
(صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ونوم على وِتر)




أبو هريره : اختلف في اسمه على نحو 30 قولا وأقربها : عبد الله أو عبد الرحمن
بن صخر الأزدي الدوسي اليماني ثم المدني .
يكني بأبي هريرة وهي تصغير هرة وهو أول من كنى بهذه الكنيه لهرة صغيره
كان يلعب بها والذي مناه بها هو النبي صلى الله عليه وسلم حين رآها في كمه
وقيل ان من كناه بها هو والده ، وليس في الصحابه من يكنى ابو هريرة غيره .
أسلم سنة 7 هـ عام خيبر وشهدها مع النبي ثم لزمه وواظب حتى صار أحفظ
الصحابه وهو أكثر الصحابه رواية بالإجماع فقد روى 5374 حديث
وله في البخاري 446 حديث ،
أشهر من روى عنه : أكثر من 800 رجل أو أكثر أشهرهم : ابن عباس و أنس وجابر
توفى بالمدينه سنة 59 او 58 او 57 عن 78 سنة



خليلي : يعني : الخليل هو الذي تخللت محبته القلب فصارت في خلاله او في باطنه
ولكن هذا القول لا يعارض قول الرسول : (لو كنت متخذا خليلا غير ربي ،
لاتخذتُ أبا بكر خليلاً) : لأن الممتنع هو ان يأخذ هو صلى الله عليه وسلم خليلا
لا أن يتخذه غيره خليلا .
لا أدعهن : يعني لا أتركهن .
فائدة (حتى) : للغايه ، أي الى أن أموت .
اعراب (صوم ، صلاة ، نوم) : اما ان تجر على انها بدل من (ثلاث)
واما ان ترفع على انها خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هي صلاة ، هي صوم ، هي نوم .




المراد بالثلاثة أيام هي : الثلاث أيام البيض وهي 13 ، 14 ، 15 من كل شهر عربي .

الفائدة من الصيام كل شهر :
1) تمرين النفس على جنس الصوم ليدخل في الصوم الواجب (صيام رمضان) بنشاط .
2) حتى ينال ثواب صوم الدهر بالأيام البيض ، اضافه الى صيام رمضان ، فيتحقق له صيام الدهر كله
لأن الحسنة بعشر أمثالها .



المراد بصلاة الضحى : أي أوصاني بالمداومة على صلاة الضحى كل يوم .
عدد ركعاتها : أقلها 2 وتكون بأربع وثمان .

فائدة المداومة على صلاة الضحى :
1) هاتان الركعتان تجزيان عن الصدقة التي على مفاصل الانسان في كل يوم
وهي 360 مفصلا .
2) وليتمرن بصلاه الضحى على جنس الصلاة .



فائدة الأمر بالنوم على وتر : لئلا يفوت الانسان الوتر ليلا ان لم يوتر قبل
النوم اذ الليل وقت الغفله والكسل فتطلب النفس فيه الراحه .

أمر النبي ابا هريرة بالضحى وبأن يوتر قبل ان ينام :
قيل لأن ابا هريرة كان يختار دراسة الحديث بالليل على صلاة التهجد
فأمره النبي بصلاه الضحى بدلا من التهجد ولهذا أمره النبي الا ينام الا على وتر .

خص النبي ابا هريرة وابا ذر وابا الدرداء بهذه الثلاثة ولم يوصِ غيرهم بها :
1) لكونهم فقراء ولا مال لهم فوصاهم بما يليق بهم وهو الصوم
والصلاه وهي أشرف العبادات البدنية .
2) ولما علم النبي من عاداتهم في عدم الوثوق باليقظة ليلا فوصاهم بالوتر قبل النوم
اما من يثق باليقظه ليلا فتأخير الوتر في حقه أفضل .



الأفضل لمن كانت عادته عدم الوثوق باليقظة ليلا :
أن يوتر قبل النوم لألا يفوته الوتر .
والأفضل لمن يثق باليقظة ليلا :
تأخير الوتر الى آخر الليل لحديث الرسول : (اجعلوا آخر صلاتكم وترا) .